حقيقة صراع السلطان طغرل وينال
صراع طغرل بك والشيعة . الحقيقة التاريخية للصراع بين السلطان طغرل من جهة و ينال و البساسيري من جهة أخرى بعيداً عن الدراما
فى هذا المقال نوضح لكم الصراع الحقيقي بين السلطان طغرل و اخية على العرش وكيف تمرد عليه اخية ابراهيم اينال
في عام ١٠٥٥ خرج السلطان طغرل و دخل همدان مظهراً انه يريد الحج و إصلاح طرق مكة و التوجه للشام و مصر للقضاء على الفاطميين و لكن كان هذا تمويهاً فكانت نيته الحقيقية السيطرة على بغداد
عندما وصل إلى النهروان ارسل الى الخليفة يعلن طاعته و ولائه له و يستأذنه في دخول بغداد فأذن له فتحركت جيوشه في اتجاه بغداد و خرج رئيس الرؤساء ابن المُسلِمة لإستقباله في موكب عظيم ضم النقباء و الأشراف و الأمراء من أعيان الدولة و في الجانب الأخر كان البساسيري قد هرب بعد علمه بقدوم طغرل بك و عندما دخل طغرل بك بغداد أجهز على الدولة البويهية و قبض على الملك الرحيم حاكم البويهين و سجنه و انتهت دولتهم
اقرأ ايضا :
- اهم اسماء معارك عثمان غازي فى حياتة
- كيف كان مقتل السلطان قطز ؟!
- ماهو حجم الدولة العثمانية ؟
صراع طغرل بك والشيعة
و في عام ١٠٥٧ كانت حركة البساسيري فخرج عن طاعة الخليفة العباسبي القائم بأمر الله و راسل الخليفة المستنصر الفاطمي يعلن له دخوله في طاعته و يطلب منه ان يمده بالسلاح و الخيل و المال لإظهار الدعوة الفاطمية في العراق و بالفعل وافق المستنصر و امده و ارسل اليه الخلع و الأموال و السلاح مع المؤيد هبة الله الشيرازي و التقي المؤيد بالبساسيري و سلمه الخلع و الأموال و نجح المؤيد في إستقطاب أمراء الشام للإنضمام للبساسيري و إقامة الدعوة الفاطمية و انضموا للبساسيري و خرج البساسيرى بهذا الجيش و تصدي له قريش بن بدران العقيلي صاحب الموصل و قتلمش ابن عم السلطان طغرل و دارت بين الطرفين معركة ضارية بالقرب من مدينة سنجار انتهت بهزيمة قريش و قتلمش.
و تزامنت هذه الأحداث مع ثورة ينال فقد تمرد على أخيه السلطان طغرل و سيطر على همدان و بلاد الجبل فاستغل المؤيد هبة الله الشيرازي هذا الخلاف بين طغرل و ينال و عمل على إستقطاب ينال و جرى تبادل الرسائل بينهم و طلب ينال الخلع و الأموال و الألقاب من المستنصر الفاطمي حتى اذا ما تغلب على السلطان طغرل و استولى على عرش الدولة السلجوقية خطب للمستنصر الفاطمي و شجعه المؤيد على محاربة أخيه و هكذا غادر ينال الموصل الى بلاد الجبل و أعلن العصيان على أخيه طغرل عام ١٠٥٨.
أدرك السلطان طغرل مدى الخطر الذي يهدد سلطانه نتيجة خروج أخيه و إنحيازه للفاطميين فقرر ترك بغداد و التوجه لإخماد ثورة ينال أولاً و من ثم يعود للغرب و يقضي على الفاطميين و استغل البساسيري خروج السلطان طغرل من بغداد و انشغاله بقمع ثورة ينال فدخل بغداد بدون أي مقاومة تذكر و خطب للخليفة المستنصر الفاطمي و كان مع البساسيري قريش بن بدران العقيلي ( فقد كان قريش قد انضم للبساسيري بعد ان هزمه بالقرب من سنجار )

فلجأ الخليفة العباسي القائم إليه و طلب الأمان منه فأجابه قريش الى طلبه و كان البساسيري يرغب في ارسال القائم الى مصر و ارغمه قبل مغادرته بغداد على كتابة عهد اعترف فيه ” بأن لا حق لبني العباس و لا له في الخلافة مع وجود بني فاطمة الزهراء” و ارسل البساسيري هذا العهد الى القاهرة و خطب للخليفة الفاطمي في مساجد بغداد.
ارسل الخليفة القائم و هو في الأسر رسالة الى السلطان طغرل يستنجد به.
اعدام ابراهيم ينال و تمكين الخلافة العباسية
و اصطدم طغرل مع أخيه ينال في معركة بالقرب من الرى و تمكن طغرل من هزيمة أخيه و أسره و أُعدم ينال خنقاً بوتر القوس كما جرت عادة حكام الأتراك في إعدام العصاة من السلالة الحاكمة خنقاً بوتر القوس.
و أرتد طغرل بك بعد ان فرغ من أمر أخيه إلى العراق لإعادة الأمور إلى نصابها و لم يتمكن البساسيري من مواجهة الجيش السلجوقي فخرج من بغداد و قصد الكوفة و ذلك في عام ١٠٥٩ و دخل طغرل بغداد و أعاد الخليفة إلى منصبه و أعيدت الدعوة للعباسيين في بغداد بعد انقطاع دام سنة.
و لم يكد الخليفة يستقر في بغداد حتى أرسل السلطان طغرل خمارتكين الطغرائي على رأس ألفي فارس إلى الكوفة حيث يقيم البساسيري و دارت بين الطرفين رحى معركة ضارية عند الكوفة عام ١٠٦٠ أسفرت عن انتصار السلاجقة و مقتل البساسيري و بذلك تمكن السلطان طغرلبك من القضاء على حركة البساسيري التى أقضت مضاجع الخلافة العباسية.
هذه هي الحقيقة التاريخية كاملة بعيداً عن الدراما و ما جرى في المسلسل لا صلة له بالتاريخ لا من قريب و لا من بعيد
الهدف من المنشور هو معرفة الحقيقة التاريخية فقط فالمسلسلات لا تعرض الحقائق التاريخية كما هي…
المصدر : تاريخ السلاجقة في خراسان و إيران و العراق أ.د محمد سهيل طقوش