التاريخ الاسلامي

قصة استشهاد سيدنا حمزة بن عبد المطلب اسد الله ورسولة فى غزوة احد

ذكرى إستشهاد سيدنا حمزة بن عبد المطلب (ر)

قصة استشهاد سيدنا حمزة بن عبد المطلب , أسد الله ورسوله وعم النبي ﷺ والذي حماه من المشركين فاستعانوا بحبشي أعجمي فقُتل وتم أكل كبده
ورواية أكل الكبد وردت في كتب كثيرة أهمها كتاب (المغازي) والذي يعد المرجع الرئيسي للمعلومات التي وصلتنا عن معارك وأخبار رسول الله ﷺ فكاتبه موسى بن عقبة ولد في المدينة المنورة وأدرك الصحابة ومنهم خادم الرسول ﷺ الصحابي أنس بن مالك.
حيث في مثل هذا اليوم
كان إستشهاد سيدنا حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء، وأسد الله وأسد رسوله وكان ذلك في غزوة أحد.
في تاريخ 17 شوال 3 هجري
الموافق في 625/03/23 م

نشأه حمزة بن عبد المطلب

ولد في مكة في عام 568م وأما أبوه فهو عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي، وأما أمه فهي هالة بنت وهيب، تربى حمزة بن عبد المطلب في رعاية والده عبد المطلب بن هاشم الذي كان سيد قريش وبني هاشم، ونشأ مع تِربه وابن أخيه عبد الله وأخيه من الرضاعة الرسول محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ﷺ، وعاشا ينهلان من الشمائل والقيم العربية الأصيلة، من بطولة وشجاعة وكرم ونجدة وغيرها، وارتبطت بينهما صداقة متينة ووثيقة العُرا
وكان حمزة في الجاهلية فتىً شجاعاً كريماً سمحاً، وكان أشدَّ فتيان قريش وأعزَّهم شكيمةً، فقد شهد حرب الفجار التي وقعت بعد عام الفيل بعشرين سنة، وقد دارت بين قبيلة كنانة التي منها قريش، وبين قبيلة قيس عيلان، وكانت حربُ الفجار أولَ تدريب عملي لحمزة بن عبد المطلب، حيث مارس التدريب على استعمال السلاح، وتحمل أعباء القتال ومشقات الحروب.

إسلامه

أَسْلم حمزة بن عبد المطّلب في السّنة الثّانية من بعثة النبي محمد ﷺ، وكان سببُ إسلامه أن أبا جهل عَمراً بن هشام المخزومي القرشي اعترض الرسولَ محمداً عند جبل الصفا، فآذاه وشتمه، وعندما عاد سيدنا حمزة من الصيد وعلم بالأمر غضب غضبا شديدا، وذهب إلى أبو جهل فضربه بقوسه على رأسه أمام الجميع، فشجَّه شجةً منكرةً، ثم قال: «أتشتمه وأنا على دينه أقول ما يقول؟ فرُدَّ ذلك علي إن استطعت»، وقامت رجال من قريش من بني مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل منه، فقالوا: «ما تراك يا حمزة إلا قد صبأت»، فقال حمزة: «وما يمنعني منه وقد استبان لي منه ذلك، وأنا أشهد أنه رسولُ الله، وأن الذي يقول حق، فوالله لا أنزع، فامنعوني إن كنتم صادقين»، فقال أبو جهل: «دعوا أبا عمارة، فإني والله لقد سببت ابن أخيه سباً قبيحاً»، وبقي حمزة على إسلامه وعلى ما بايع عليه الرسولَ محمداً من قوله، فلما أسلم حمزة عرفت قريش أن الرسولَ محمداً ﷺ قد عز وامتنع، وأن حمزة سيمنعه، فكفّوا عن بعض ما كانوا ينالون.
وهاجر حمزة مع من هاجر من المسلمين إليها قبيل هجرة الرسولِ محمدٍ بوقت قصير

معركة بدر

شهد حمزة بن عبد المطلب بدراً، وأبلى فيها بلاءً عظيماً مشهوراً، وكان حمزة بن عبد المطلب هو الذي ابتدأ قتال المشركين في غزوة بدر، وكان حمزة يُعلَّم في الحرب بريشة نعامة يضعها على صدره، وقاتل يوم بدر بين يدي الرسول محمد بسيفين.
ومن الذين قتلهم سيدنا حمزة بن عبد المطلب في غزوة بدر:
* شيبة بن ربيعة العبشمي القرشي، قتله حمزةُ مبارزةً.
* عتبة بن ربيعة العبشمي القرشي، اشترك فيه عبيدة بن الحارث بن المطلب وحمزة وعلي.
* حنظلة بن أبي سفيان بن حرب الأموي القرشي، ذكر البلاذري أن حمزة وعلي قتلاه.
* طعيمة بن عدي النوفلي القرشي، قتله علي بن أبي طالب، ويُقال حمزة بن عبد المطلب.
* زمعة بن الأسود بن المطلب الأسدي القرشي، اشترك فيه حمزة وعلي بن أبي طالب وثابت بن الجذع.
* عقيل بن الأسود بن المطلب الأسدي القرشي، قتله حمزة وعلي، اشتركا فيه.
* أبو قيس بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي.
* الأسود بن عبد الأسد بن هلال المخزومي القرشي.
* نبيه بن الحجاج بن عامر السهمي القرشي، قتله حمزة بن عبد المطلب وسعد بن أبي وقاص، اشتركا فيه.
* عائذ بن السائب بن عويمر المخزومي القرشي، أُسر ثم افتُدي فمات في الطريق من جراحة جرحه إياها حمزة بن عبد المطلب.

إستشهاده

شهد حمزة بن عبد المطلب غزوة أحد، فقُتل بها في تاريخ 17 شوال 3 هجري الموافق في 625/03/23 م، وكان قَتَلَ من المشركين قبل أن يُقتل واحداً وثلاثين نفساً، فكان المشركين يعلمون أنهم حتى لا يستطيعوا الإقتراب منه، فقامت هند بنت عتبة زوجة أبو سفيان الذي كان زعيما للكفار، بجلب عبد أعجمي يدعى وحشي الحبشي الذي كان ماهرا في رمي الحربة، فحرصته على قتل حمزة مقابل أن يتم عتقه، وذكرت له أن حمزة يضع ريش نعام أحمر على صدره.
وفي المعركة كان حمزة يقاتل يومئذٍ بسيفين، فقال قائل: «أيّ أسد هو حمزة!»، فبينما هو كذلك إذ عثر عثرة وقع منها على ظهره، فانكشف الدرعُ عن بطنه، فضربه وحشي الحبشي بحربته فقتله.
ومثَّل به المشركون، وبجميع قتلى المسلمين إلا حنظلة بن أبي عامر الراهب الأوسي، فإن أباه كان مع المشركين فتركوه لأجله، وقامت هند بنت عتبة ونساء المشركين بجدع أُنُفَ المسلمين وآذانَهم ويبقرون بطونَهم.
وبقرت هند بطن حمزة فأخرجت كبده، فجعلت تلوكها فلم تسغها فلفظتها، فقال الرسولُ محمدٌ: «لو دخل بطنها لم تمسها النار». وذكر موسى بن عقبة: «أن الذي بقر عن كبد حمزة وحشيٌّ، فحملها إلى هند فلاكتها فلم تستطع أن تسيغها، فالله أعلم».
وبعد المعركة خرج الرسولُ يلتمس حمزة، فوجده ببطن الوادي قد تم تمزيق جسده، فلم ير منظراً كان أوجع لقلبه منه فقال: «رحمك الله، أي عم، فلقد كنت وصولاً للرحم فعولاً للخيرات». ودفن حمزة وابن أخته عبد الله بن جحش في قبر واحد، وكان عمر سيدنا حمزة عند إستشهاده 57 عاما

قصة أكل هند لكبد حمزة

قصة أكل هند لكبد حمزة وردت في مصادر كثيرة فذكرها البيهقي في (دلائل النبوة) والطبراني في (المعجم الكبير) والهيثمي في (المجمع) وأحمد بن حنبل في (المسند) ومحمد بن اسحاق المدني في (سيرة ابن اسحاق) وابن كثير في (البداية والنهاية) وموسى بن عقبة في (المغازي) والسيوطي في (الدر المنثور) وغيرهم.
ويعتبر ورود قثة أكل الكبد كتاب (المغازي) يزيد من مصداقيتها لأن هذا الكتاب يعد المرجع الرئيسي للمعلومات التي وصلتنا عن معارك وأخبار رسول الله ﷺ فكاتبه موسى بن عقبة ولد في المدينة المنورة وأدرك الصحابة ومنهم خادم الرسول ﷺ الصحابي أنس بن مالك (ر).
وعند فتح مكة لم تسلم هند مع زوجها أبو سفيان، ولكن عندما أعلن رسول الله ﷺ هدر دماء أربعة من النسوة ومنهن هند، ذهبت إلى رسول الله ﷺ ودخلت عليه وهي منتقبة فأسلمت، وبعد إسلامها كشفت عن وجهها، فلم يؤذها رسول الله ﷺ.
1) موسى بن عقبة، المغازي
2) البيهقي، دلائل النبوة
3) الطبراني، المعجم الكبير
4) الهيثمي، المجمع
5) أحمد بن حنبل، المسند
6) محمد بن اسحاق المدني، سيرة ابن اسحاق
7) ابن كثير، البداية والنهاية.
😎 السيوطي، الدر المنثور
كتب بقلم:
المؤرخ تامر الزغاري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Index
%d مدونون معجبون بهذه: